رسالة ايرانية غاضية إلى الحليف الروسي حول استخدامه لقاعدة همدان الجوية .. فهل هناك خلاف حقيقي بين الجانبين..؟ وهل جمدت ايران فعلا استخدام الروس لقواعدها العسكرية لضرب حلب؟
23 أغسطس، 2016
345 6 دقائق
يمنات – رأي اليوم
حالة من الغموض تلف التعاون العسكري الروسي الايراني هذه الايام، فبعد الكشف عن استخدام طائرات روسية عملاقة من طراز القاذفة “تو 22″ لمطارات ايرانية، لتنفيذ طلعات جوية لقصف مواقع للمعارضة السورية المتشددة في حلب، خرج علينا بالامس المتحدث باسم الخارجية الايراني برهام قاسمي، بتصريحات اعلن فيها وقف استخدام روسيا للقواعد الايرانية، وخاصة في همدان، واكد ان ما حدث في السابق كان يأتي في اطار مهمة محدودة، وبترخيص مسبق.
مثل هذه التصريحات، وبعد ايام معدودة من استخدام القاذفات الروسية لقاعدة همدان، لا يمكن ان تأتي من فراغ، ولا بد ان الحكومة الايرانية شعرت انها في موقف حرج ازاء الانتقادات التي صدرت عن اعضاء في البرلمان، تجاه هذه السابقة الاولى من نوعها منذ اربعين عاما.
المشكلة تكمن ليس في استخدام الطائرات الروسية لقاعدة همدان كمنطلق لشن هجمات في سورية، وانما في الاعلان الروسي عنه، فدول العالم الثالث، وايران واحدة منها، تفضل ان تظل الامور في طي الكتمان، ودون اي اعلان.
وزير الدفاع الايراني حسن دهقان انتقد بوجه موارب هذا الاعلان الروسي الذي وضع حكومته في وضع محرج، وقال في مقابلة مع قناة تلفزيونية ايرانية “انه فعل استعراضي وينم عن عدم الاكتراث من جانب الروس″، واضاف “من الطبيعي ان يعني الروس باستعراض كونهم دولة عظمى ذات نفوذ، وانهم فاعلون في القضايا الامنية في المنطقة والعالم، واشار “كان هناك نوع من الاستعراض وعدم الاكثرات في الاعلان عن هذا النبأ”.
وما يمكن استقراؤه من كل ما تقدم ان الخلاف لم يكن على استخدام الروس للقاعدة الايرانية، وانما الخلاف حول اعلان النبأ، مما يعني ان التعاون بين الجانبين في هذا المجال سيستمر، وان القاذفات الروسية العملاقة ستستخدم قاعدة همدان الجوية في المستقبل القريب، اذا اقتضت المصلحة.
من الواضح ان هناك حالة من التململ في اوساط حلفاء روسيا، تجاه بعض تصرفاتها التي تتصف بالاستعراض والتفرد بالقرار، بل بالغطرسة احيانا، مما يضع هؤلاء الحلفاء في مواقف محرجة، امام خصومهم واصدقائهم في آن، فالافت ان الروس باتوا يتصرفون على الساحة السورية كما لو انهم اصحاب ارض والسيادة معا، يعلنون عن هدن في حلب لساعات او لايام، ودون اي تعليق من القيادة السورية، بل قام وزير الدفاع الروسي بزيارة مفاجأة لدمشق دون تنسيق مسبق، مثلما افادت بعض التقارير الاخبارية.
الامر المؤكد ان ايران لا تستطيع خسارة روسيا او اغضابها في هذا الوقت الحساس، الذي يحقق فيه التحالف الروسي الايراني انجازات على الارض في منطقة حلب، والمسألة مسألة “لفت نظر” ورسالة “عتب” ايرانية للاصدقاء الروس، والامور ستسير على حالها دون اي تغيير.